تُعد المكالمات الهاتفية ركيزة أساسية للتواصل في شركات الاتصالات، حيث ترتبط مدة المكالمات ارتباطاً وثيقاً بجودة الخدمة. قد تعكس المكالمات القصيرة كفاءة في حل مشكلات العملاء، بينما قد تشير المكالمات الطويلة إلى إهدار الوقت أو تحديات تقنية. لكن المدة وحدها لا تكفي؛ السياق والنتائج هما المحددان الحقيقيان.
تحول سنترالات ياستار، بأنظمتها المتقدمة (PBX) مدة المكالمات إلى أداة تحليلية لقياس الفعالية وتحسين الأداء. سنستكشف في هذا المقال هذه العلاقة، مع التركيز على دور سنترالات ياستار، موديلاتها، وكيفية كشفها عن الإهدار أو الكفاءة.
مدة المكالمة ليست مجرد زمن يمر؛ إنها انعكاس لتفاعل بين الموظف والعميل. في أنظمة الاتصالات التقليدية، كانت هذه المدة تُسجل يدوياً، مما يؤدي إلى أخطاء وفقدان للبيانات. أما اليوم، مع التطور التكنولوجي، أصبحت أدوات مثل سنترالات ياستار تحول هذه المدة إلى بيانات قابلة للتحليل. على سبيل المثال، في مكالمة دعم فني، إذا استغرقت الإجابة دقائق قليلة، فهذا يعني فهم سريع للمشكلة وتوجيه فعال. أما إذا امتدت إلى دقائق طويلة، فقد يكون هناك إهدار للوقت بسبب تكرار الأسئلة أو نقص في المعلومات المتاحة.
تُقاس جودة الخدمة بعدة جوانب: سرعة الرد، دقة الحل، ورضا العميل. ترتبط مدة المكالمة بهذه الجوانب مباشرة؛ فالقصر يعزز الرضا إذا كان مصحوباً بحل، بينما الطول يثير الإحباط إلا إذا كان مبرراً بتعقيد الموضوع. على سبيل المثال، إذا لوحظت مكالمات طويلة في فترة معينة، قد يشير ذلك إلى ازدحام في الشبكة أو حاجة لتدريب إضافي.

تتفوق سنترالات ياستار هنا بميزاتها المتقدمة. تسجل هذه السنترالات، المصممة خصيصاً للشركات المتوسطة والكبيرة، المدة بدقة عالية من خلال سجلات المكالمات التفصيلية (CDR - Call Detail Records). تشمل هذه السجلات وقت البدء، المدة الفعلية، والانتهاء، مما يسمح بمقارنة بين المكالمات المختلفة. ليس هذا كله؛ فهي تربط المدة بسياقات أخرى مثل نوع المكالمة (داخلية أو خارجية) أو الموظف المسؤول، مما يكشف عن نقاط الضعف أو القوة في الخدمة.
بالإضافة إلى ذلك، تدمج سنترالات ياستار أدوات مراقبة في الوقت الفعلي، مثل لوحة التحكم للمشرفين، التي تعرض المدة الحالية لكل مكالمة. هذا يتيح التدخل الفوري إذا لاحظ الإداري إطالة غير مبررة، مما يحسن الجودة على الفور.
تمثل سنترالات ياستار قمة التكنولوجيا في أنظمة PBX، مصممة لتلبية احتياجات الشركات التي تحتاج إلى مرونة وكفاءة. تعتمد هذه السنترالات على تقنية IP (Internet Protocol)، مما يجعلها قادرة على التعامل مع مكالمات VoIP بكفاءة عالية، مع دعم للاتصالات التقليدية. يكمن السر في نجاحها في قدرتها على إدارة تدفق المكالمات، حيث تقيس المدة كجزء أساسي من عملية التحسين.
دعونا نستعرض بعض الموديلات الرئيسية من سلسلة P-Series، التي تُعد الأكثر شيوعاً في الشركات المتوسطة.
سنترال P520: هذا الموديل الأساسي مصمم للفرق الصغيرة، يدعم حتى 20 مستخدماً أساسياً، مع 10 مكالمات متزامنة كحد أقصى. يأتي مع 4 منافذ FXS و4 FXO/BRI، مما يجعله مثالياً لمكاتب صغيرة. في هذا الموديل، يتم قياس مدة المكالمات من خلال تقارير بسيطة، تساعد في كشف إذا كانت المكالمات الداخلية قصيرة وفعالة أم طويلة بسبب مشكلات في التواصل.
سنترال P550: يرتقي بالقدرات إلى 50 مستخدماً، مع 25 مكالمة متزامنة، ويدعم 8 منافذ FXS و8 FXO/BRI، بالإضافة إلى 4 منافذ 3G/4G. هذا الموديل مثالي لفرق الدعم في الشركة، حيث يوفر لوحة مراقبة للمشرفين تظهر المدة في الوقت الفعلي. يمكن للموظفين رؤية إذا كانت مكالمة عميل تتجاوز الوقت المعقول، مما يشير إلى إهدار محتمل، مثل تكرار الشرح دون حل.

سنترال P560: يدعم 100 مستخدماً أساسياً يصل إلى 200، مع 30-60 مكالمة متزامنة، ويضيف دعماً لمنفذ E1/T1/J1. يبرز هذا الموديل في التحليلات المتقدمة، حيث يقدم تقارير ساعية ويومية عن المدة، مما يساعد في تحديد أنماط الإهدار، مثل مكالمات خارجية طويلة بسبب تأخير في الشبكة. يمكن توسيعه ببطاقات إضافية، مما يناسب نمو مدن الاتصالات.
سنترال P570: الأقوى، يدعم 300-500 مستخدماً، مع 60-120 مكالمة، و16 منفذ FXS، 16 FXO/BRI، و6 3G/4G، بالإضافة إلى 2 E1/T1/J1. يأتي مع دعم لـ DSP modules لزيادة السعة، ويوفر تحليلات عميقة للمدة في سياق الكول سنتر، مثل مراقبة SLA (Service Level Agreement) للكشف عن الفعالية.
بالإضافة إلى سلسلة P، هناك سلسلة S-Series للشركات الأكبر، مثل S50 وS100 وS300، التي تدعم حتى 500 مستخدم، مع ميزات مثل التكامل مع التطبيقات الخارجية. في جميع هذه الموديلات، تكمن القوة في ميزات مثل Call Flow Designer، الذي يبني تدفقات مكالمات مخصصة لتقليل المدة غير الضرورية، وOperator Panel للتحكم الفوري.
لا تقتصر سنترالات ياستار على القياس؛ إنها تحول البيانات إلى إجراءات. على سبيل المثال، في موديل P560، يمكن للمشرف استخدام وضع Listen أو Whisper لمراقبة مكالمة طويلة دون مقاطعة، مما يكشف عن سبب الإطالة ويحسن الجودة.
تكمن الإجابة في نظام CDR، الذي يسجل كل مكالمة بدقة. عند بدء مكالمة، يبدأ العداد تلقائياً، وينتهي عند الانقطاع، مع تسجيل المدة بالثواني. هذا النظام متاح في جميع موديلات P-Series، مثل P550، حيث يمكن تصدير التقارير لتحليل يومي.
في تقارير النشاط (PBX Call Activity Report)، تُقسم المدة إلى فترات (ساعات، أيام، شهور)، مما يسمح بمقارنة بين المكالمات الداخلية (التي يجب أن تكون قصيرة للكفاءة) والخارجية (التي قد تكون أطول للدعم). إذا أظهرت التقرير مدى طويلة في مكالمات الدعم، فهذا إشارة إلى إهدار، ربما بسبب نقص في الدليل الإرشادي، ويمكن حلها بتدريب.
بالنسبة لإحصائيات الامتدادات (Extension Call Statistics Report)، يقيس النظام المدة لكل موظف، مما يكشف عن الفعالية الفردية. في موديل P570، على سبيل المثال، يحسب متوسط المدة للمكالمات الواردة والصادرة، وإذا كان المتوسط مرتفعاً، يشير إلى حاجة لتحسين الإجراءات. تضيف ميزة Call Accounting طبقة أخرى، حيث تربط المدة بتكاليف الاتصال، مما يبرز الإهدار المالي الناتج عن إطالة غير مبررة.
في سياق الكول سنتر، تقدم تقارير الموظفين (Agent Call Summary Report) تفاصيل عن المدة الفعلية للحديث، مقسمة إلى داخلية، واردة، وصادرة، مما يساعد في تحديد إذا كانت الخدمة فعالة؛ فمكالمة قصيرة مع حل ناجح تعني كفاءة، بينما الطولة دون نتيجة تشير إلى إهدار. لوحة الجدران (Wallboard) تعرض هذه البيانات في الوقت الفعلي، مما يتيح التدخل الفوري.
بالإضافة إلى ذلك، ميزات المراقبة مثل Listen (الاستماع فقط)، Whisper (الحديث مع الموظف دون سماع العميل)، وBarge-in (الانضمام الكامل) في موديلات S-Series، تسمح بمراقبة المدة الحية. إذا لاحظ المشرف إطالة، يمكنه التدخل لتوجيه الموظف، مما يقلل الإهدار ويحسن الجودة. كذلك، SLA Monitoring تراقب المدة مقابل معايير محددة، وتنبه عند تجاوزها، مما يضمن فعالية الخدمة.
العلاقة بين مدة المكالمات وجودة الخدمة واضحة: التوازن هو المفتاح، وسنترالات ياستار هي الأداة المثالية لتحقيقه. من خلال قياس دقيق وتحليل عميق، تكشف هذه السنترالات عن الفعالية أو الإهدار، مما يعزز أداء مدن الاتصالات. مع موديلاتها المتقدمة، أصبح تحسين الخدمة أمراً يدوياً وبسيطاً. للاستفادة، ابدأ باستكشاف ياستار اليوم.